اكتشف تدريجياً أهمية كتابة خلف الكواليس.. لا أعرف إن كان هذا التعبير مستخدم أم لا، أقصد به الكتابة عن شخصيات الرواية، تحليلها، كتابة آراء الشخصيات حول مواضيع معينة، شكلها، شغفها مخاوفها عيوبها تاريخها... والكثير من هذه الكتابات هي لي فقط وقد تظهر في الرواية بأشكال أخرى غير ملموسة، ستتراقص في الخلفية
كتابة رواية أراها كأنها كتابة ثلاث روايات.. رواية "مقدمة" لن تنشر، رواية الشخصيات أيضا ليست للنشر، والأخيرة هي الرواية التي ستصبح نهائية ربما تكون صالحة للنشر مشوار والمشوار، دائماً كان بالنسبة لي، أجمل بكثير من الوصول خطر ببالي أن أكتب عن تجربتي مع كتابة الرواية، روايتي الأولى. أن أكتب عن التجربة أثناء المشوار وليس بعده. عن الفكرة التي تلوح يرأسي منذ أكثر من ثلاث أعوام. واكتشافي أن الفكرة هي مجرد فكرة وليست رواية
بدأت بتدوين ملاحظات وخواطر ومقطتفات منذ عام. أنظر إليها، أقرأها، فلا تبدو مضيئة مثلما هي برأسي. أصارع المفردات والصور. أقلبها على رأسها، فتقلبني. أشطب. أمزق. والفكرة في رأسي تلح علي: اكتبيني. اكتبيني سأكتب. قد أنشر، قد لا أنشر. لكنني سأكتب. وسأنتهي من مسودة اولى قبل نهاية هذا العام. هكذا وعدت نفسي لن أحكم عليها، هذه المسودة الأولى. لن اعاقبها ولن اعاقب نفسي. سأترك للقلم ولاصابعي مطلق الحرية. سأعطي عقلي الناقد اللئيم اجازة مدفوعة الآجر إلى جزر الواق واق وسأكتب بلشت تبين التجاعيد
وأنا بعدني بنت صغيرة وحبيبي شعرو عم يبيض وأنا لسه بالألوان مغرومة وكل ما سألتن: أي سنة نحنا؟ قالوا لي أرقام كتير كبيرة وبعيدة وبعدني خايفة أعترفك لك انو هي معك، أحلى أيام حياتي وكأنو حياتي عم تخلص وعم توقع على المخدة متل شعراتي كيف فكرت انو راح ضل متذكرة؟ كل شي؟ وأنا اليوم نساية، نساية. من الشباك، من البلكون، من القمر، عم أتفرج وهي المشاية تاعي، العتيقة، عم بتناديني: تعي. تعي. وراح بتضل شجرة الليمون بعدي وأنا يلي كبرتها على الغنى والرقص والبوسات والزعرنة وضليت خبي زهراتا بصدري منشان يصير صدري أكبر من ليموناتا. وبلشت تبين التجاعيد يا ليمونتي وأنا بعدني بنت صغيرة وحبيبي شعرو صرت شوفه لوحة بيضة وأنا أصابعي بالألوان مغروسة. فدوى ![]() قد تتسع فضاءات هذه الأرض لأكثر من تاريخ وأكثر من رواية وقد يطل الزمن على حقائق متناقضة وقد يتحدث الحجر بأكثر من لسان وهذه الخلوة قد تلد مودة ورحمة في عصيان واضح للشيطان ودموع الأمهات قد ترمم الجدران ودماء الأطفال قد يغزو المروج والحجارة فتنبت اغاني عطرة ترشدنا إلى سبل جديدة للسلام والانعتاق من عبء امتلاك الحقيقة وحدنا فدوى هنا
في هذه النقطة الصغيرة التي لا تراها إلا بالقلب المجرد دفنت الأمل حيا وضعته في تابوت خشبي لملمت له بعض القصص الطويلة والشموع والكبريت قليلا من الماء أو النبيذ .. نسيت قلت له انتظرني لن اموت قبلك. لن تموت وحيداً. لن تموت جوعاً لكنني كذبت عليه راح أبكيك بسيل من الابتسامات
وراح اشتاق لك برقص السامبا وراح احزن عليك بقبلة على جبين الطفل الذي كنته انت والبنوتة التي كنتها أنا راح كون مبسوطة اني عرفتك وراح تكون كل انبساطي. وراح عيش مليون حياة علشان عوضك عن أعوامك القصيرة. هيك راح يكون حدادي عندما عاد، تفحصته وهو شارد.
صدره. يده. قدمه. فمه. كأنه هو، وكأنه هو آخر. لجم الجبن لساني، فلم أخبره، بأن كل شهيق كان دعوة، وكل رمشة عين. هو الذي تركني، يعرف أنني لست متأكدة من وجود من يسمع. وهو، هو الذي عاد، لم تؤكد لي عودته جدوى ما نفقته من شهقات. لن أبحث فيك عن حب مغامرة رحلة مشوار
لن أبحث فيك عن جمال مرح حنان حضن كتف قبلة.. لن ابحث فيك عن مفردات تمنحني فرصة الاستمتاع بانسانيتي بانوثتي سأنبش أنا بأظافري في قعر هذا البئر سأخوض أعماقي وسأجدها هنا كي أراها في عيون الحياة كي لا تكون حكراً عليك |
فدوىغجرية الروح، لائجة بالوراثة، كاتبة وفنانة Archives
May 2016
Categories |
I Am What I ArtI Am What I Art for retreats and to buy available art.
|
Art |
Buy |
(c) Copyright Fadwa Al Qasem 2022
|