كان الرئيس المنتخب، الذي انتهت مدة ولايته منذ فترة ليست بقصيرة، حسبما ينص عليه الدستور (المستند الذي لم تقع عليه سوى أعين قليلة جداً جداً)، كان لم يزل يستيقظ كل صباح متحسساً لقبه. رئيس. سعادة الرئيس. سيادة الرئيس. فخامة الرئيس. نعم، نعم، كلها موجودة على لسان الحاشية، والملايين الذين يتحكم بهم، لا، يقصد يحكمهم. وموجود في الصحف، والجرائد، والمجلات، وعلى الإنترنت (يتفقدها دورياً)، حتى على لسان الإعلاميين الأكثر انتقاداً له ولغيره.. لكنهم ينتقدونه وهم يلقبونه بالرئيس. فلا بأس
والجميل في الأمر أنه غير مضطر إلى إعلان رغبته في ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة، مثيراً جدلات ونقاشات. ولا أحد يشك في أنه سيبقى الرئيس. أصبح يقارن نفسه بالملكة إليزابيث، دائمة الابتسامة، المحبوبة، التي سيتجاوز عمرها المئة، مثل والدتها، وستبقى على العرش. لا يتعاطف مع الأمير شارلز. الأولاد دوماً يبذرون جهود الأباء ونادراً ما يستحقون أن يكونوا أولياء عهد. History channel التاريخ أثبت ذلك مراراً. وهو يعرف التاريخ، يشاهده يومياً على قناة
يشرب الشاي، إيرل جراي، مثل الملكة (كما يتخيلها)، في غرفة هي ليست صالوناً ولا غرفة نوم ولا غرفة انتظار. غرفة احتار في أمر تسميتها منذ أن أصبح رئيساً، فبقي اسمها الغرفة. "أحضروا لي الشاي إلى الغرفة". "لا أحد يزعجني، أنا في الغرفة"
لديه ملابس حريرية للنوم، لكنه لا يفضلها. يحب القطنية. تذكره بتلك التي كان يرتديها عندما كان صبياً (الأمر الوحيد من ماضيه الذي يسمح له باقتحام حاضره)، ويرتدي فوقها "روب دو شامبر" من الساتان اللامع .. متخيلاً فريد شوقي، رشدي أباظة
ينام بسهولة، لكنه دوماً يدعي العكس. فذلك يليق أكثر برئيس
Art |
Buy |
I Am What I Art(c) Copyright Fadwa Al Qasem 2024
|